[size=18]لا شيء يصعق في هذه الآلات الموسيقية
وهذا العطر تائهٌ يبحث عن أمه في شوك الصحراء
أصغ ِ لنغم في محيط الجليد يتلاشى صداه
هذه المرأة تشبه الموت في جماله ونغماته
لكني لن أكون هناك لأصوغ اللحن
أحلم بنبع الأحزان كي تكون كلماتي جميلة وساحرة
كي أقبض على جمر الموسيقى لمرة واحدة
في حنو مرفقها في مرآة تفجّرها
تغريد نظرتها و البؤس الذي شربته أشجارها وصخورها
أحب أن أغمس وجهي في كل الجروح كي أشم تقاسيمك
لكم أحب أن أتنفس مرارة وحلاوة الضباب كل لحظة
وأتبعثر في كل بحر وخليج
الموانئ جميعها بداخلي ولست أبحث عنها
فقط أنا في بحثٍ عن نار براعمها توقظ نغماتي من سباتها الطويل
أبحث عن خوفٍ رائع يقهر قلبي وليس عقلي ليخرج نهر الحياة من أسره
أبحث عني في حلم يقطّع شراييني لتنمو أغنية طائر
أيتها السيوف الرحيمة تأخرت مواسمك
أعشق الثغاء في حناجر الحملان وليس في وجوه خُلقت للنار المقدسة
يموت الشوق الإله في خريف صرخاته كل يوم في مدينة الأشباح
إنه عطشي لم يعد ينمو والوحدة عششت في عيون ليلي
ومضارب الدموع ليست عامرة أيتها العصفورة الشريدة
ابتعدي فأنا ما زلت لا أدرك الفرق بين حبي لك وحبي للزهرة
وأنا حبيس كل أنواع الدموع وكل أغنياتها
فأطلقيني أحصيها في هذا العالم وكم ارتوت منها الأرض التي نعيش عليها وأرض الموسيقى
دالياتها تنعي ولاداتها العسيرة ماءها الذي ينضب لوحتها التي لم تعد ترسمنا
أتسمع أنت يا كيتس هل على الشاعر أن يتألم حتى الموت كي يغني ؟
تضيع النغمات لكننا نذوب لتتجرعنا الموسيقى جميعا في عطشها المسعور الذي لا ينتهي[/size]