جلست متراخية على مقعدها الذي اعتادت أن تجلس عليه كل صباح بعدما ألقت كامل ثقلها، نظرت من شرفتها المطلة على الشارع، و تنهدت وفي عيونها الحسرة قالت في نفسها: بالأمس كنا شباباً.. كنا نلعب سويا هنا تساءلت في قرارة نفسها : أين أصبحت أراضيه ... أين يعيش الآن .. هل هو حي ... هل هو ميت ... !! أسئلة تضع علامة الاستفهام عند كل سؤال.... الذكريات الجميلة ما زالت ترقد في ذاكرتها و تمر أمام عيونها كشريط سينمائي.... لقد سافر من أجلها ليجمع المهر.... وعند سفره تغير كل شيء فبسمتها الدائمة تحولت إلى دموع تستذكر الماضي و تحن إليه.... إنه الحب الذي زرع في قلبها غصون الأمل و لكنها ما زالت تنتظر الحبيب... و قلبها ما زال متعلقاً بخيط من الأمل ، ينتظر رسالة من الغريب ... الغريب الذي أوغل في السفر وهي أوغلت في البعد.... عاد الغريب و في قلبه حنين اللقاء .. عاد يحمله الشوق إلى حبيبته ... لم يرها ...سأل عنها .. ثار و بكى و غضب و لمه الحزن لكن هذا هو قرارها...فهي لم تطق الانتظار فكان الزواج أسرع من قرارها ... قرع الباب فكان طفل صغير ... سأله عن هويته .... فرآها ... كاد أن يغمى عليه.... هام على وجهه و لم يكن يعرف ما أصابه ... يتخبط كالمجنون ... لا يعرف أين يفر من نفسه ..... انشطر قلبه حزناَ .... قرر العودة إلى منفاه لأن الورد الذي يبحث عنه قد ذبلت أوراقه و لم يبقى إلا خريف العمر الذي داهمه وهي لم ينسيها الغياب آلامها .... كان سبب تعاستها قرارها الارتجالي ... و بقيت تتحسر عليه ... مات زوجها و لم تمنحه ذرة حب أما هو فما زال يشغل بالها وتفكيرها ولازال يشغل الحب الحيز الأكبر من قلبه...بعد سنوات الضياع في غياهب الغربة عاد إلى الوطن ثانية شيخاً هرماً بعدما ترك خلفه ثلاثة أبناء في بلاد الغربة... عاد ليدفن في وطنه عل حبيبته تزور قبره يوماَ ولكن يا لسخرية القدر...اجتمعا معا على نفس المقعد وفي نفس الحديقة نظراتهما باردة كالجليد .... لكن حرارة الحب أقوى .... فقررا أن يتمما مشوارهما ولكن في عالم آخر
سلمى بن علي مشرف قسم الخاطرة
عدد المساهمات : 64 تاريخ التسجيل : 14/03/2009
موضوع: احييك اخي الكريم 2009-08-31, 7:49 pm
اخي الكريم نرحب بك في منتدى ادباء على شال القدس واهنئك ببدايتك التي كانت موفقة قصتك جميلة ومحزنة في نفس الوقت ومؤثرة واعلم ان القدر لا يمنحونا كل ما نريد والمفارقات قائمة ولا نعترض على حكمه وان الانتظار هو موت بطيء للمحب والاخلاص لا يكون دائما خلق نبيل لان المراة المتزوجة يجب ان تخلص لزوجها وما فات فهو ماضي يجب ان تدفنه بين طيات النسيان هذا مجرد راي تقبل مني فائق الاحترام والتقدير
/حاتم قاسم/
عدد المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 01/02/2009
موضوع: رد: مفارقات 2009-09-15, 3:02 am
الأخ الأديب : ثائر حسن لك بطاقة حب و ترحيب وباقة ورد تعبق بحروف الأدب من دوحة الأدب ( أدباء على شال القدس ) و تبقى الكلمات توزع اللحن هنا لتعزف على أوتار بوحها مفردات جميلة تخالج القلب و تأسر النفس ببعدها القزحي ....قصة جميلة تؤطر الحدث و تكتب نوازع النفس و يبقى القدر هو الذي يكتب الحكم بين ثنايا البوح و لهيب النسيان مرة أخرى نرحب بك بيننا أخي العزيز ثائر ولكم فائق المودة و الاحترام
مريم كريم مشرف قسم القصة القصيرة
عدد المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 21/03/2009
موضوع: الأخ الأديب: ثائر حسن 2009-09-25, 11:18 am
لك كامل المودة والاحترام وأجمل ترحيب معطر بعطور زهور القرنفل والأقحوان من بستان الأدب العربي*منتدى أدباء على شال القدس*. أهنئك على قصتك الرائعة و الجميلة، لكن هناك مفارقات في الحياة، ولكل مفارقة ميزة وحكمة في هذه الدنيا الفانية، فقصتك مؤثرة و محزنة، تكمن في طياتها لعبة القدر الذي لا مفر منه.
لك فائق التقدير والاحترام منقوش بأحجار الياقوت والمرجان
موضوع: مفارقات 
2009-08-29, 7:47 am
لك كامل المودة والاحترام وأجمل ترحيب معطر بعطور زهور القرنفل والأقحوان من بستان الأدب العربي*منتدى أدباء على شال القدس*.
