علمني المخيم أكثر
الموت القادم من عمق الآه , يتحد بالولادة على رصيف نافذة ضاقت اتساعاً بنظرات تلف المجهول بين ثناياها , تحتضن الرصيف يحملها مذ شهرها الأول , ترتقب العلم بخطاها , كل الأسمال معدة , وبضع من قلم وممحاة , والحقيقة تكاد تكون جوفاء لولا لفافة زعتر , أم طال انتظارها ليومه الأول .. في عيده الأول .. ميلاد دنياه.
الهدير يعلوا .. يكاد يلتقي بالحلم..
خطوته الأولى: من أين أسير ؟
ثانيها : أين سأبدأ دنياي ؟
ثالثها: ماذا أحمل..؟
يلقي حجراً فيرتد رصاصة تسكن الحلم , وصرخة أم طال انتظارها ليومه الأول .. الرصيف يتحد بالنافذة ...
قال: أمي ! عذراً .. أمي ! أحبك .. أحبك .. لكن ! علمني المخيم أكثر !
أحبك واختصر كل الأحلام ليطبق الولادة بالولادة, ويكتب درسه الأول
: أحبك .. لكن ! علمني المخيم أكثر
***
بقلم: حمزة صبحي حمزة 28 – 2 – 2010
تنويه : كتبت في العام 1990 لأطفال اللإنتفاضة الفلسطينية ونشرت للمرة الأولى , ذات العام في صحيفة محلية