أدباء على شال القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لكل من يعشقون الحرف قبلة النهار باتساع الكلمات نفتح لكم قلوبنا قصائد عشق
 
الرئيسيةالقدس عاصمة الثأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تقتلني العربة يا أبي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عبد الرحمن سعيد
مشرف قسم الإرشاد الإجتماعي وعلم النفس
عبد الرحمن سعيد


عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 06/02/2009

تقتلني العربة يا أبي Empty
مُساهمةموضوع: تقتلني العربة يا أبي   تقتلني العربة يا أبي I_icon_minitime2010-03-26, 5:37 pm

تقتلني الغربة يا أبي


الليـل قـد بـدأ رحلته ، والسكون قــد خيـم على كل الدروب الموصلة لبيـوت الفقراء ، والفراشـات تحـاول أن تفـرش جناحيهـا مداعبة فانوس الذكريـات المتعبة ، والقمـر يــزداد شحوبه هذا المساء ، والعالـم يعيش لحظـة السكون ، وأنت في صمتك مازلــت تذكر( فاطمة) لحظـة أن ودعتها عنـد الحدود ، و قبلتها الأخيـرة على وجنتي (محمد) الصغير وكأنهـا تعــرف أن فرصـة اللقاء لن تتجدد ، وأن الغربة ستفتــك بكل الذكريـات وأحاديـث الطفولـة 0
بالأمس كانـت نظراتـك تتـوزع عبر أرجاء غرفتـك البسيطة وكان حزنك ينتشر عبر المنافي ، فحلقت عبر البلاد طائر نورس ، حاولت التعالي فــوق كل الجراح فأصبح العشــق لديـك سلاحـا وهويــة و( فاطمة) ما زالـت تجـول بناظريها كل الــدروب علــى أمل باللقاء ومنـديلها المطرز بالدمـوع والذكريات ينتظـر السـفن العائدة ، لكــن الغربـة تطول والــدروب تعـود لوحدتهـا بلا مسافـرين ... ماذا أقـول يا أبي ...؟!!
مقيـد أمامـك وحزيــن لأنني لم أحقــق لك أمنيتـك ورحيـلك يدنـو وأنا المطوق بالأسى والحنين ، والغربان تحجب الشمس عن فضاء المدينة ، تمنع حتى العصافير فرحة اللقاء 0
حزين أنا000 والحزن يمـزق كل أعماقـي00 كلما تذكرت كلماتك الأخيـرة أريد أن أرى ( فاطمة) ...
تهرول لمخيلتي كل الذكريات القديمـة 000فتمتـــد البلاد أمامي بيادر حنطة ، وعبـق الياسمين يصر أن يـلازم فرح العشاق وخبـز الطابون ورائحة الزعتـر البري يوحي بميلاد صباح يوم جديد 00 تتشظى كل المرايا ، ويصبح الحلـم شبه خيال ، فينتشر الحزن عبـر أزقـة المخيـم ، والحـارات البسيطة ، أصمت طويلا لكن الصمت يقتلنـي أهيـم في حزني بعيـدا ، أحلـق في سماء غربتنا ، أهاجـر إلى كل المدن فترمي العواصم في وجهي كل أوراقي، فأضيع فــي صحراء بلا دروب ، تضيـع منـي خطواتـي ، أسمع مـن بعيـد صـوت متعب ينادي (فاطمة ) لن تعود 000أحــاول أن أمســك بســراب الأمـل يتحول نبض قلبــي إلى قذائــف ... لكـن هذه المرة مثل انكسار المـوج فيتلاشى الفرح في ساقية ضحلة اضطهدتها الينابيع ... أعـود سرا " أحاول منع الينابيـــع من اضطهاد السواقي" .... أطلـق الرصاص على خفافيـش الليـل، واجمـع ورود الصباح ، أغني مع القادميـن أغنيـة الحصاد .
كـم حدثتنا عن ( فاطمـــة) التي لم نرها فيغيب الصوت ويبقى صهيل المدى ... أي وداع وأي حـدود لا تحمـل إلا ذكرى العذابات والحنين إلى الوطن 0
أي لقـــاء يا أبي وأي حزن ينتابنـا في زمن الغربـة ..؟.
و( فاطمـة ) هناك تخبئ حزنها في صدرها تنتظر لحظـة عودتنـا ، تطرز من دموعها مناديل الفرح ... أي عالم مجنون نعيشه ... وأي حضارة قـد وصلنا إليها في هــذا الزمـن الرديء ..؟ !!.
المنفى يقتلنا والذكريات تعزز فينـا روح الأمـل ، والفراشات لا تقـوى على امتصاص الرحيـق ، والآمال مبعثرات كرمـاد في حريــق ، أغانينا حزينــة ، والآه تملأ صدورنا المتعبة ، والدماء تحترق في الأوردة .... كيف تنتهي الغربــة يا أبي ..؟!!.
نستل دموعنـا بحرا ، نصنع من كلماتنا المراكب ونطير من ضحكاتنا النوارس ومـن أوردتنا ننسج الأشرعة 000 لكننا نضيع000 تخذلنا الشجاعـــة والأقـدام .... يخذلنا الكلام والحكام ، فيبحث الفقراء عن وطــن ضـاع وأمــة نائمـة ، والطائرات مازالـت تقـدم لنـا الهدايـا والحكام تائهــون في انتصاراتهــم تقهرنــا خطبهــم الحماسيـة، فكيف نعــود يا أبي ونحــن في قاعـة انتظار ... تضيق بنـا البـلاد، و (بغــداد) تنزوي في حزنهــا للمرة الثالثة والرابعة والخامسة ، وغــزة تلملم أشلاء الشهـداء والعـرب يقررون في قمتهـم غزو الفضاء ..... والوحدة العربيـة آتيـة ، و( أمريـكا ) منهمكة تنسـج لنـا أثواب الديمقراطية الجديـدة وتسوس الأنظمـة المهترئة وأنت حزيـن في عالمـك الآخر و (فاطمة) لم نلتق بهـا بعد ، و( محمد ) أصبح جليس الذكريات القديمـة ، وقبـلة ( فاطمة) ما زالت ترتسم على وجنتيه ، آثر الصمت وحيدا ، يغرق في بحر الألم فلم يحتمل فغادرنا وغاب ليلحق بعالمك الجديد ، وتركني وحيدا في عالم الفناء ، تغرقني الأحزان والهموم .
الدروب مغلقـة والمحطات بلا مسافرين 000 لن يمر العابرون بعد اليوم حزين أنا يا أبي أضيع على دروب الغربــة والذكرى ، و( فاطمة) لـم تأت بعـد و( محمد) الذي كان صغيرا عاد لطفولته القديمة 00 الكلمـة ضاعت في زحمة المعاناة والغصة ما زالت في شغاف القلب ، والجسم لا يقوى على النهوض قدميـه أضاعت دروبها فضاقـت المسافـات وتلاشت الفرحـة واستوطنت الدمعـة مقلتيــه يبني صداقته مع الصمت ، حبيس جـدران غرفته يصارع الذكريات الحزينة ، يقلـب صفحات وحدته فتصبـح الأيام عنــده بلا معنى يتوحـد مع الوجــع اليومي ، يشـد شراع قاربـه فتهرب منه كل الموانئ يحلـم بعــودة جديـــدة فتبقـــى الأمنيات بعيـــدة كأحلام عصفور نشد الحرية فوقع في شباك صياد 0
لماذا سافــرت يا أبي وأسرجت مهرتـك الغراء00؟ !!.
فمـا أصعب السـفر
الزمن لا يعـود والكلمات لن تسقطهـا الذاكـرة فأنـا الموجـوع يا أبــي فامسح وجهـي من تعـب السفر 000 أضيع على أبـواب المدينـة وفي صـدري أكثـر من سؤال، فيقتلني فضاء الغربة ، ويصيح في وجهي الزمان ، قمري شاحب وليلـي يطـول وسـيفي مثلوم وأمنياتـي غائرة في التراب 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حمزة حمزة

حمزة حمزة


عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 12/12/2009
الموقع : مخيم لجوء وعودة

تقتلني العربة يا أبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تقتلني العربة يا أبي   تقتلني العربة يا أبي I_icon_minitime2010-03-27, 6:33 pm

أبي اللوباني :

طال الانتظار ونهض الصبح المقيم في ساحة الدار, فتنهدت فاطمة تُسمع الشجرة الكبيرة تكبيرة الصبح المنفي في ترحال لوبيه , أختي وأبي وأبو شادي المنادى أخي , ولوبية الحاضرة في الوضوء تحت شجرة التوت , وصوت بالباب بلا طارق ينحني اللوباني لشجرة الزيتون خلف الباب يلف دمايته المطرزة بخطوط طولها , فيرتسم المثلث على الجسد الهزيل وتهليل الفجر, ينفض عن دمايته غبار الطحين المكدس في المخيمات , يبتاع كفاف يومه ويطول الانتظار , يتصفح النهار الآفل في فنجان قهوته المرة , نرتشف المساء والقهوة العربية على هدوء غربتنا , طويلة هي المسافات نَقرب منها وتُقربنا إليها الأزقة بقراءة بيان أو كتابة هتاف أو لافته تمر من تحت شجرة الزيتون , هنا مر بها من عبروا إلى الشاهدة , مجدي وياسين والشهيد والوحيد والطريد تميل بنا الساحة يساراً ترحاب الحرف والمكتبة والحوار والجوار , نهضت فاطمة ومحمد ولوبية من الذاكرة , نهض أبى هادئ السكون قلق القوافي لوباني : طال الانتظار يا ولدي .. طال الاعتذار

بقلم : حمزة صبحي حمزة 27 – 3 – 2010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تقتلني العربة يا أبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أدباء على شال القدس :: الأدب ( شعر - قصة - خاطرة -دراسات نقدية - المقالة - أدب الرسالة) :: الخاطرة-
انتقل الى: