أدباء على شال القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لكل من يعشقون الحرف قبلة النهار باتساع الكلمات نفتح لكم قلوبنا قصائد عشق
 
الرئيسيةالقدس عاصمة الثأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بوح على أطلال أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سمير خليفة

سمير خليفة


عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 25/04/2009

بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة Empty
مُساهمةموضوع: بوح على أطلال أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة   بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة I_icon_minitime2009-04-25, 5:16 pm

بوح على أطلال أنثى

كان اللقاء طويلاً جداً ولكن علامات التعجب بدت على وجهي لترسم خلفها مئات الأسئلة ... إنها تعرف الكثير عني و عن أدق التفاصيل في حياتي الخاصة فعقبت مازحاً : هل أنت منجمة ... إن فنجاني لا يعرف التنجيم ... !!!!
انتابني شعور غريب لا أدري ها أنا عار ٍ كما الحقيقة ، فالأشجار التي تكسوها أوراق البوح أصبحت عارية عن أوراقها ...لم تترك لي برهة واحدة لأبرر لها بعض الأمور و المواقف 0
بلهجة صارمة عرتها من ثوب الخجل دون أن تخدش أنوثتها ولم تعرف الإصغاء إلا لنداء قلبها : أنا لا أنكر إعجابي بك منذ زمن طويل و تتبعت أخبارك خطوة .. خطوة و رغم الكثير الذي عرفته عنك ... ابتسمت ثم علت نبرتها كأنها تتلو مرسوماً أو تصدر أمراً : أنا أحبك ..... ارتمت على مقعدها كما لو أنها ألقت حملاً أثقل كاهلها
العرق يندي جبيها ... شفاه مرتجفة .... و أصابع ترتعش ... و إطراقة رأسها أعادتها لطبيعتها التي أحببت ، مددت كفي اتجاهها ورفعت رأسها قليلاً ً بينما كانت عيناي تحملق في عينيها .. هتفت : يا الله ..... أي امرأة تكونين ..بداية التاريخ أنت ..أقسم أن اليوم هو يوم مولدي الجديد ، أمسكت كفي ومسحت خدها كأنها تتوسده أو لتمسح دمعة لم تذرفها وما كادت تلامس شفاهها حتى سَحبتُ كفها و قبلته ، مالت بجذعها نحوي و توسدت صدري 0
كانت تلازمني طوال الوقت فأداعب فراءها و ألاعبها ، إنها طفلة شقية تختفي بين الأسرة أو تحت المكتب أو فوق الخزائن أو داخلها فهي تعبث بكل محتويات الغرفة وعندما تقلب وعاءاً أو تحطم شيئاً أو ينهرها أحدهم تفر إلى حضني 0
الكل يداعبها و لها حصة من الطعام ، حتى أن الطباخ كان يمازحنا أعطهم مخصص لخمسة أفراد و قطة و في المرة القادمة أضيفوها إلى بطاقة الإطعام 0
تتسلل ليلاً إلى سريري و تتمغط بجانبي فأداعب فراءها و يتسلل النوم إلى عيوننا خلسة 0 أحببناها جميعاً ، ندللها كلما أبدعت في استعرض حركاتها وكأننا نعدها لمهرجان استعراضي ، تلاعب من تشاء أثناء غيابي وعند عودتي تهرع إلي ولا تلبي نداء أحد سواي ، مما أثار حفيظة البعض ليعلق أحدهم : و الله إنك امرأة و ابنة كلب 0
أصبحت الآن توأم روحي ، أسابق الزمن لأجلها و لعيونها قررت إيقاف دراستي الجامعية و تأدية خدمة العلم لأقرب المسافة و أحظى باليوم الموعود ..هآنذا أخسر سباقي ، رسالة مستعجلة بضرورة الحضور دون أي توضيح !!!
ولكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن فلم يكن الحصول على الإجازة بالآمر السهل فإذن المغادرة الذي حصلت لمدة أربعة و عشرون ساعة و بمساعدة صديق احتاج لثلاثة أيام 0
المساء شاحبا على غير عادته ، كل من رآني يتودد لي وكلام غامض من صديقي يؤجج مشاعري ، اعترضت طريقي صديقتها وحاولت أن أتحاشاها فقطعت طريقي وواجهتني دون مقدمات : أنت خائف من مواجهتي ..فكيف ستواجهها إذن ..إنها على موعد معك بعد ساعة !!!!

سيطرت فكرة الانتقام على رأسي ومر على ذاكرتي شريط ممزوج بقصص الخيانة و الانتقام ، أفاق وحش في داخلي ، لم أعلم بوجوده من قبل ، سيطر عل كل ملاكاتي بينما كان يجلجل صوت صديقي بتمتمات و نصائح تقطع هذا الشريط بين الفينة و الأخرى و أفقت على صوته و هو يرعد : أنت أقوى من هذا ... أنت أكبر من هذه الترهات ، عندها أدركت أن الصوت كانت يسبق شريط الذكريات 0
حقاً ستأتي و هي عروس منذ يومين .. أنا لا أصدق أنها تمتلك هذه الجرأة
- أنت لا تعرفها يا صديقي .. قالت ستأتي ... إذاً .. ستأتي
كثيراً ما حاولت المقارنة بينها و بين الأنثى البشرية ، فسلوكها كان أنثويا ً و خبيثاً ، لا أدري إن كان غريزياً ، كان من عادتي عند الملل من القراءة أو التعب أن أضع صورتها بين طيات صفحات الكتاب المفتوح و أحاورها و أقرأ أوراقها الحالمة التي تعطيني إياها بعد كل لقاء أو ترسلها لي مع أحد الأصدقاء و تقول لي لا تقرأها الآن اقرأها هناك على شاطئ غربتك لأبقى قريبة منك في وحدتك 0
فاجأتني القطة بأن خطفت إحدى الرسائل و ألقتها على الأرض محاولة تمزيقها ، لا ليست مصادفة فهي لم تفعل هذا العمل من قبل وهذه هي المرة الثانية التي تفعلها وقفت عاجزاً أمام هذا التصرف المبهم علق صاحبي إنها امرأة ، هي الغيرة يا صديقي إنها حواء 0
كانت أقوى و أكثر جرأة مني مدت يدها نحوي ولم أدرك ذلك حتى نبهتني صديقتها التي داست على قدمي و انسحبت من الغرفة لتعد لنا القهوة كما ادعت ، مددت يدي و
و أنا مطرق الرأس و بصوت كسير تساءلت : من يقف أمامي .. أنا لا أعرفه ..هل أنت البطل القادم لإنقاذ حبيبته السبية ..هزتني من كتفي بقوة صارخة و قالت : أنا من خانت العهد ...أنا الجبانة التي لم تستطع الدفاع عن الحب فسباها أهلها و اغتصبها الغريب القادم من بلاد النفط بورقة سموها عقد زواج ... الغريب الذي علمت مؤخراً أنه ابن عمي و اكتشف أن له ابنة عم بعد عشرين عام ، كل الكنوز التي خبأتها في جعبتي سلبوها و قطفوا زهوري و استباحوا ثمارها .... ما بك تقف كصنم .... أنا لست خائفة ... و لا شيء يرهبني بعد اليوم ... و أعلم أنني أخبرت هذا الكلب بأني سأراك عندما تعود والآن أوفي بوعدي ... و أنا انتظر منك القرار .. و بسرعة البرق اندفعت نحوي تضمني و تقبل رأسي بينما انهمرت الدموع لتبلل خدودها الوردية ...حاولت أن أبعدها فجثت على الأرض تقبل يداي ..جثوت قبالتها ومسحت دموعها و أجلستها على المقعد ، قلت لها أتيتني مع الأحلام و ستبقين حلمي الجميل و جرحي النازف إلى الأبد ... هممت بالخروج أمسكت بيدي و انتزعت طوقاً صغيراً من جيدها نقش عليه حرفان من حرف أسماءنا وقالت يا أشرف الناس : لن أنساك
أشعلت لفافة تبغ و تابعت إطعامها بينما كانت تتدلل و تنظر إلى ابتسامتي البلهاء وقبل نفاذ الطعام بقليل قمت بسذاجة بوضع قطعة من اللحم بفمي لأغير طعم التبغ ، انقلب سلوكها فجأة و أصدرت صوتاً غريباً كأنه حشرجة ، التقطت أخر قطعة من يدي فمددت يدي كعادتي لمداعبتها و بحركة مفاجئة غرست براثنها بكفي فأدمتها وولت هاربة 0 التفت إليها وهي تتوثب الباب تكشر عن أنيابها أضافت أشعة الغروب القادمة من خلفها شكلاً خرافياً على ظلالها المنعكسة على أرض الغرفة فبدة كحيوان خرافي خرج لتوه من أحد الأساطير اليونانية ، سرت قشعريرة في جسدي و تملكني الرعب ، أمسكت بالخوذة و أرسلتها باتجاهها منزلقة على الأرض مصدرة صوتا مدوياً ، فولت هاربة ... استفقت من كابوسي المزعج على كف بثلاثة أثلام غمرتها الدماء و حيرة السؤال 0
وسمعت صوت صديقي خلف الأفق وهو ينادي : ستعلمني كيف تروض النساء .. تعلمت الآن يا صديقي ......و لكن تعلم أنت كيف تلعق الجراح 0
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سلمى بن علي
مشرف قسم الخاطرة



عدد المساهمات : 64
تاريخ التسجيل : 14/03/2009

بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: بوح على أطلال أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة   بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة I_icon_minitime2009-04-25, 6:57 pm

اسلوبك في طرح افكارك رائع وكلماتك كيف تعانقت وتراصت كحبات اللؤلؤ في العقد لتتحف قارئها ببريق معانيها لكن اعلم ان المراة برغم حنانها الا انها قوية في مواقف فاحذر منها
اشكرك ومزيد من الرقي والارتقاء ننتظر جديدك فلا تبخل علينا بما اجادت قريحتك اخي سمير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 29/01/2009

بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: بوح على أطلال أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة   بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة I_icon_minitime2009-04-26, 8:49 am

الأخ القاص سمير : ما أجمل المشاعر التي تحمل ألق الذكريات لتبوح بها عطرا لا بفارق المخيلة
فقطتك الجميلة برغم سوادها فهي لا تندب الحظ بل تجعل منه موشور الألوان الذي يسبر النفس
ليعبر عن مكنونها الداخلي ... كلمات جميلة و معاني أجمل تحملنا بين دفتيها إلى عناوين الوقت التي
تأسر العيون لتلتقط أنفاسها هنا بصدق المشاعر .... إنها تسبر أغوار النفس لتعلن أنها ما زالت تحب
و الحب لا شيء يأسره ... تماما كالشمس التي ننعم بأشعتها و تمنحنا الدفء و يبقى دفء القلوب
أكبر من أن ترسمه الحروف .... أبدعت أخي سمير ولكم مني فائق المودة و التقدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://poetsphalastin.ahlamontada.com
مؤيد الناصر




عدد المساهمات : 14
تاريخ التسجيل : 25/04/2009

بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: بوح على أطلال أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة   بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة I_icon_minitime2009-04-27, 5:22 pm

الأخ الأديب سمير خليفة
في الحقيقة لست على علم بالقصة ما يؤهلني للنقد ولكنني سأحول أن أقرأ فيها
ما يميز قصتك هو هذه القدرة العالية في التنقل مابين أزمنة القصة وكذلك هذه الانسيابية بين تفاصيلها
ونجاحك في تكثيف اللقطات والتداخل الذي أحدثته بهذا البعد النفسي والمقاربة النفسية التي أردتها بين أنثانا وأنثى القطط .أقول لقد طرحت قصتك عدة أسئلة وهذا هو الأهم في الأدب وقد كانت الإجابة عن الأسئلة في مشهد الحب الأخير الحبيبة المتزوجة رغما عنها و أن تتمرد على سلطة الزواج الذي هو غير شرعي
اذا كانت الأنثى عندنا قد اخذت صفات من القطة فقد اخذ الذكر ايضا صفات من القط
ولكن القطط تتصرف بعفوية ولكن الجنسين عندنا وخصوصا الانثى ليس لها ان تتصرف بعفوية في مجتمع لا يسمح ولا يتسامح مع العفوية وخصوصا للأنثى وهي التي تحمل العار والعيب معها في جسدها في عقلها في قلبها وروحها
في القصة وفي المشهد الأخير يثبت أن المجتمع بسلطته تحكم الحب في الذكر أيضا فحيث هي تريد ان تتخلص من هذه السلطة يقف الذكر عاجزا عن الخللص من قبضة السلطة المجتمعية التي تسق الاثنين معا
بينما يحول المجتمع مجتمعنا المشبع بالأمراض أن يحافظ على العذرية والعفة نراه يدنسهما وينزل بأفراده الى درجة أحط بكثير من القطط
بوركت وشرفني أن أقرألك هنا بداية تعد بالكثير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
/حاتم قاسم/

/حاتم قاسم/


عدد المساهمات : 24
تاريخ التسجيل : 01/02/2009

بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة Empty
مُساهمةموضوع: رد: بوح على أطلال أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة   بوح على أطلال  أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة I_icon_minitime2009-05-13, 10:45 am

االأخ الأديب سمير خليفة :
موشور اللون يتقاطع مع نقطة الاهتمام وللحدث لون قوس قزح فالمقاربة النفسية بين لون و آخر تصبغ لونها هنا لتطرح الحدث
بشكل دراماتيكي يوجز هذا البعد بين انثى القطط و فيزولوجية النفس عند الانثى البشرية التي تتماهى معها بنفس البعد
و تتقاطع معها بنفس الاهتمام .... و يبقى لنا أن نحكم على التصرفات من خلال المشاهدة الحية و سبر الأغوار الدفينة
لكم خالص مودتي و تقديري و بانتظاركم دوما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بوح على أطلال أنثى - بقلم اتلقاص سمير خضر خليفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العرافة - سمير خضر خليفة
» أفكار متمردة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أدباء على شال القدس :: الأدب ( شعر - قصة - خاطرة -دراسات نقدية - المقالة - أدب الرسالة) :: القصة القصيرة-
انتقل الى: