قلبي على بغداد - محمود مفلح

أظل أعزف حتى أســـــكر الوتـــــرا ............... و أنطق الأخرســـــين الصمــت و الحجرا
و أســـتحث خـطا قلبي ليتبعـــني............... .. و تحت شــــمـس يقيني أنضــج الثـمرا
فإن قضـــيت فللأكفــــان عزتــــــهــا......... ........و إن رحــلــت فإني أعشـــــق الســفرا
سيان عندي أن أقضـي هنا وطـــري..................أو أســـــتقــيل فلا أقضــــي هنا وطــرا
و يتعب الحرف إن صعــدته قممي ................... كما يصـــعــــد آه الوجـــــد مـــن زفــــرا
وفيَّ ألــف ســـــــؤال لست أطلقــه .................خوف الطريـــــق التـــي أدمنتها حفــــرا
وفي دمائي شــــمس لا تغيب و إن ..................جــــن الظـــــلام عــلى بغـداد و انتشرا
ولي خيول القوافـي حين أهـــمزها ...................تغــــص فـــي جــــريها إذ تقدح الشـررا
* * *
وكلما قلت يا نخـــــل العـــراق هــنا....................أرض العــراق تهاوى الحــلم و انكـسرا
كأن بغـــــداد لم تنبــــض بها رئتــــي ..................ولا عشـــقـت علــــى أســـوارها قمرا
( الخـيل و الليل و البيداء تعرفنـــي ) .................. و القاذفــــات التـي أهـــدت لـنا مــطرا
كأنما المـــوت في بغــــدادنا قــــــدر...................كأنه النهـــــر فــــــي أحيائهــــا هــــدرا
غمّ الطـــريق إلى بغـــــداد يا ولدي ....................فكيف أبصـــر خلف المحنـــة الشـــجرا
فلا ( الرصافة ) إن أقبلــت تعرفني .................. ...ولانســـيم الصبــا بعـــد الغروب سرى
* * *
ســـــــبعون ناقلة قد كدســـــت جثثاً..................قد أفزعتنــــي، فيهـــــا المـوت قد جأرا
و حين مرت علــــى الأشــــجار لاهثة..................تراجفــــت طيـــــرها إذ غـــــادرت زمرا
ويصــــــــــرخ المـــاء لا تلقــوا إليّ بها..................كي لا أروع فــــوقي كـــل مـن عــــبرا
إني رأيت وجـــــوه النــــاس مظلمــــة .................و الليل يدفـــن مشـــــنـوقاً و منتـــحرا
أي الموازيــــن لم يختــــل يا وطـــــني .................و أي جـــــرح جـــديد فـيــــك ما نغرا ؟
و أي أم مــــــن الأهـــوال ما وضعـــت ...................ووالد من كؤوس الرعب ما ســــكرا ؟
هذا الجراد الذي ضجـــت كتـــــائبـــــه ..................لم يبق مــــن قمحـــهــــا ظلاً و لا أثرا
كفوا عن اللغــــو لا تســتـــــنزفوا أذني..................إني لأعــــرف مــن أوكــى ومـن عقرا
و أعـــرف ( الببغاوات ) التي نعــــــقت ..................ومـــــن تواطــــأ فـــــي بغداد أو غدرا
و أعرف الناس ممن بدو ومـــــــن حضر...................من أدمن الجــــوع ألــواناً ومـــن بطرا
(أعيــــذها نظـــــرات منــــــــك صائبة ...................أن تحســـب الهر ليثاً و الدمــى بشرا